الرسالة والرؤية
الرسالة:
إنه من نعم الله سبحانه تعالى على المرء أن يوفقه لعمل الخير خدمة للإنسانية ... فذلك عمل جبار و عظيم عند الله و هو مما يمكث في الأرض رصيدا مستمر العطاء يستفيد الناس منه و يستفيد منه فاعله أزمنة طويلة و آمادا مديدة بعد موته و لذلك كان عمل الخير – بحق - مشروع الدنيا و الآخرة.
و من نعم الله -كذلك- على المرء أن يوفق لأن يترك أثرا له على الأرض بعد موته ... فكم من عظيم سخر حياته و جهده و إمكانياته لخدمة البشرية و مازالت البشرية تذكره و تدعو له بخير منذ آلاف السنين...
و في المقابل كم من إنسان عاش على هذه الأرض ردحا من الزمن و مضى بلا أثر... لا يذكره ذاكر و لا يدعو له داع بخير... فقد نسي يوم مماته -بل ربما قبل ذلك- لأنه كما قال الحكيم:"من لم يزد شيئا على الحياة كان زائدا على الحياة".
إن عملنا الخيري -الذي نقوم به من خلال جمعية التعاون - عظيم لأنه عمل خالص لله و لأنه موجه لمنفعة الناس من خلال الحفاظ على حياة البشر و كرامة النفس البشرية و قد قال الله في عظم شأن النفس البشرية : " ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا " المائدة
و في الأثر:
- ( خير الناس أنفعهم للناس) (حسن) انظر حديث رقم: 3289 في صحيح الجامع والحديث يشير إلى نفع الناس أجمعين وليس نفع المسلمين فقط.
- (الخلق كلهم عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله) الطبراني عن ابن مسعود [كنز العمال 6/360] حديث رقم (16056).
الرؤية:
لقد صاغت جمعيتنا لنفسها رؤية للعمل الخيري تعتمد فلسفة و فهما متميزا و ذلك سعيا منها إلى تقديم نموذج جاد لهذا العمل كما يجب و ينبغي أن يكون. و من أهم المعالم المؤسسة لهذه الرؤية:
1. إخلاص النية لله تعالى في العمل التطوعي: قال تعالى: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُورًا )[الإنسان/8، 9].
2. وضوح الهدف: الذي هو إعانة و إغاثة الفقير و المحتاج المضطر بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى (عرقية- سياسية-جهوية..)
3. أهمية وجود الثقة الكاملة بين العاملين في العمل الخيري و المتبرعين بالخير.
4. المؤسسية في تسيير و إدارة العمل الخيري: حيث لا تكون المؤسسة الخيرية مرتبطة بشخص أو مجموعة و إنما بالنظم و المساطر التي تنظم عملها مما يدفعها إلى مزيد من التطور و النمو (التراكمي) و الاستمرارية.
5. التخطيط السليم: الذي يوفر الجهد والوقت ويضمن جودة العمل.
6. الكفاءة والخبرة والقوة والأمانة: وهذه مهمة في نجاح العمل التطوعي المؤسسي.
7. الإتقان: الذي هو ضمان لحصول الجودة : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله كتب الإحسان على كل شيء "
8. الاستقلالية: حيث لا يكون العمل موجها باي اعتبارات لا تخدم هدفه و لا تتماشى مع روح رسالته النبيلة.
و نعتقد أن أي عمل خيري مرتكز على هذه الأسس سيكلل بالنجاح و سيكون دليلا على حيوية أي أمة تدعمه و تشجعه بجهود أبنائها تماما كما تفعل ذلك من خلال أموالها.
كما نعتقد أن مثل هذا العمل سيدر فوائد جمة على الفرد و المجتمع سواء:
أولا: فوائده على المتطوع :
- فيه فتح باب للتعود على الاحتساب والأجر من عند الله عز وجل .
- يجعل المتطوع يشعر بالسعادة لمشاركته من حوله وتخفيف معاناتهم في السراء والضراء.
- يتيح الفرصة لتبادل الخبرات الكثيرة والمفيدة .
- يساعد على حصول المتطوع على احترام وتقدير وقبول من قبل أفراد المجتمع .
- ينمي القدرات الذهنية لدى المتطوع ويعمل على إرساء قاعدة متينة من السلوكيات الحميدة في المجتمع.
- يعود على الثقة بالنفس وتحمل المسئوليات الاجتماعية ومواجهة المشكلات بشكل مباشر.
ثانياً : فوائده في حياة المجتمع :
- يدعم العمل الحكومي ويرفع مستوى الخدمة الاجتماعية.
- يعد ظاهرة اجتماعية حميدة للدلالة على حيوية المجتمع وإيجابيته وتقدمه.
- يعد مؤشرا جيدا للحكم على مدى تقدم الشعوب ورقيها (إنسانيتها).
- يشجع على الاستفادة من قدرات المتطوعين في أعمال تخدم الأنشطة والبرامج في المجتمع.
- يسهم في تقليل حجم المشكلات الاجتماعية من خلال دعوة أفراد المجتمع للمشاركة في تأدية الخدمات بأنفسهم لصالح مجتمعهم .
و الله الموفق